Friday, August 23, 2013

egypt

كان رجل يجمع الخردة ويجمع الفضلات من الشوارع يوميا ويذهب لبيعها ليكسب قوت يومه فإذا برجل يرتدي ثيابا جميلة ونظيفة يترجل من سيارته ويتجه نحوه, عرًفه بنفسه وقال له انا فلان وانا صاحب مصنع كبير ما رأيك ان تترك هذا العمل المتعب وان تأتي لتعمل لدي في المصنع براتب 500 جنيه ؟!! ففرح العامل كثيرا ووافق على العرض الذي قدمه صاحب المصنع واتفقا على ان يذهب للمصنع في اليوم التالي للبدء بالعمل. بعد مرور يومين من الاتفاق مر صاحب المصنع ليرى كيف تسير امور العامل الجديد, فعندما سأل عنه قيل له أنه لم يعد يأتي للعمل بالمصنع فتعجب صاحب المصنع كثيراً وصاح على الموظف سائلا من اغضبه؟؟ ولماذا ترك العمل هنا فأجابه الموظف لم نتكلم معه فترك العمل بناء على رغبته. فذهب صاحب المصنع في اليوم الثاني الى نفس المكان الذي وجد العامل فيه أول مرة  وبالفعل وجده عاد الي جمع القمامة والخردوات فتعجب كثيرا منه وسأله لماذا تركت العمل لدي وانت تعلم جيدا انك ستكسب راتبا جيدا في نهاية الشهر افضل من عملك هذا !!! فرد عليه العامل ياسيدي انا في كل يوم ابيع الخردوات واحصل على النقود لكي اشتري بها قوت يومي ولا تراني اصبر الى نهاية الشهر لكي استلم راتبي واشتري قوت يومي فإلا ان يحين موعد راتبي فإنني سأموت جوعا....

وهذا هو حال المصريين الذي لم يعتادوا على كسب راتبهم في نهاية الشهر فتراهم يرتشون ويكسبون رزقهم بالغش والخداع وامور البلطجة والفبركة والتزوير ومن تحت الطاولة فهذه امور توفر لهم حياة يومية رغيدة وقوت يومي افضل حتى لو كانت  بالحرام وبطرق غير مشروعة ولكنها افضل  من انهم ينتظرون الرواتب التي وعدهم بها مرسي والمشاريع التي ستنشلهم من الفقر وتعيد لهم كرامتهم فانقلبوا عليه لكي يستطيعوا العودة الي زمن مبارك زمن الذل والهوان وزمن تقبيل الاحذية وكلنا لم ننسى  صوت نوارة بنت المسطول وهي تردد "مفيش خوف تاني..مفيش ظلم تاني" ولا أدري اين هي الآن واين هي احلام ثورة 25 يناير حين أراد الشعب إسقاط النظام المسئول عن قتل خالد سعيد، أراد إسقاط دولة حبيب العادلي وإقامة دولة العدل, دولة القانون, دولة الديموقراطية. أنعي اليكم ثورة الشعب المصري وانعي اليكم الشعب المصري نفسه الذي استوسمنا به وبثورته خيرا ولكن للاسف بات الشعب المصري تحت البساطير يدوسه العسكر ويعيد قبضته بشدة بقيادة المعلم مبارك وازلامه الذي لم يهدء له جفن وهو بسجنه المزعوم حتى قام بالثورة المضادة وعاد ليكسر انف وائل غنيم و نوارة نجم ومن على شاكلتها الذين كانوا يعدون من الشرفاء اصحاب المبادء اصحاب الثورة ولكنهم الآن سيعودون الى الظلم والخوف والجبروت. هنيئا لكم خروج مبارك وهنيئا لكم حكم العسكر يا شعب مصر الذليل...